جديد الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

الأربعاء، 3 فبراير 2010

التوحيد الخالص والرد على المعطلة / محمد حامد الفقي



براءة السلف من عقيدة التفويض

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :فإن مما يذيعه الأشاعرة والماتردية قديماً وحديثاً نسبة التفويض للسلف حتى إن اللقاني لما قال
وكل نصٍ أوهم التشبيها *** فأوله أو فوضه ورم تنزيها
اختلف شراح الجوهرة في مذهب اللقاني هل هو التأويل أو التفويض ؟فاختار بعضهم أن مذهبه التأويل اعتماداً على تقديمه التأويل في هذا البيت ، وبعضهم اختار أن مذهبه التفويض بقوله في بيت آخر
وكل خيرٍ في اتباع من سلف *** وكل شرٍ في ابتداع من خلف
ومذهب السلف عند القوم هو التفويض وهذا الأمر يكاد يكون محل اتفاق بين الأشاعرة غير أن بعضهم زعم أن السلف كانوا مؤولة ومحققوهم قالوا : هم مؤولة في النادر لهذا ارتأيت كتابة هذا المقال نقضاً لهذه الفرية ، وكنت قد كتبت كثيراً في هذه المسألة في الدفاع عن حديث الجارية وتسفيه أدعياء التنزيه وبعض المقالات المتفرقة غير أنه بدا لي أن أجمع ما كتبت في هذه المسألة ضمن سلسلة المقالات التي أكتبها لبيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة
أولاً : أدلة براءة الصحابة من عقيدة التفويض
1_ عبد الله بن مسعود
أ _عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم". رواه ابن خزيمة في التوحيد (149) الطبراني في الكبير (9/228) وإسناده قوي
قلت : وهذا النص لا يحتمل تأويل ولا يمكن حمله على فوقية القهر إذ أن فوقية العرش على الماء ليست للقهر بل فوقية حقيقية
ب_ عن سلمان الفارسي عن ابن مسعود قوله (( خمر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم جمعه بيده فخرج طيبه بيمينه وخبيثه بشماله ))أخرجه ابن سعد (1/27) في الطبقات وسنده صحيح
قلت : وفيه إطلاق الشمال على يد الله عز وجل خلافاً لمن منع ذلك ، وهذا السياق لا يجرؤ على تأويله إلا قرمطي
ج_ قال حنبل بن إسحاق في الفتن حديث رقم 44 حدثنا قبيصة ومحمد بن كثير واللفظ لقبيصة حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال: تذاكرنا الدجال عند عبد الله ( يعني ابن مسعود ) فقال ((تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح، وفرقة تأخذ شط الفرات، يقاتلهم ويقاتلونه، حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام، فيبعثون إليهم طليعة، فيهم فارس على فرس أشقر وأبلق.
قال: فيقتتلون، فلا يرجع منهم بشر.
قال سلمة:فحدثني أبو صادق، عن ربيعة بن ناجذ:أن عبد الله بن مسعود قال: فرس أشقر.قال عبد الله: ويزعم أهل الكتاب أن المسيح ينزل إليه.
قال: سمعته يذكر عن أهل الكتاب حديثا غير هذا.ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فيمرحون في الأرض، فيفسدون فيها.ثم قرأ عبد الله: {وهم من كل حدب ينسلون}
قال: ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغف، فتلج في أسماعهم ومناخرهم، فيموتون منها، فتنتن الأرض منهم، فيجأر إلى الله، فيرسل ماء يطهر الأرض منهم.
قال: ثم يبعث الله ريحا، فيها زمهرير باردة، فلم تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح.
قال: ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم الملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه.والصور: قرن، فلا يبقى خلق في السماوات والأرض إلا مات، إلا من شاء ربك.ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من بني آدم خلق إلا منه شيء.
قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش، كمني الرجال، فتنبت لحمانهم وجثمانهم من ذلك الماء، كما ينبت الأرض من الثرى.ثم قرأ عبد الله: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا، فسقناه إلى بلد ميت، فأحيينا به الأرض بعد موتها، كذلك النشور}
قال: ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه، فينطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه، ثم يقومون، فيحيون حياة رجل واحد، قياما لرب العالمين.
قال: ثم يتمثل الله -تعالى- إلى الخلق، فيلقاهم، فليس أحد يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه.قال: فيلقى اليهود، فيقول: من تعبدون؟قال: فيقولون: نعبد عزيرا.
قال: هل يسركم الماء؟فيقولون: نعم، إذ يريهم جهنم كهيئة السراب.
قال:ثم قرأ عبد الله: {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}
قال: ثم يلقى النصارى، فيقول: من تعبدون؟فيقولون: المسيح.
قال: فيقول: هل يسركم الماء؟قال: فيقولون: نعم.
قال: فيريهم جهنم كهيئة السراب.ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا.
قال:ثم قرأ عبد الله: {وقفوهم إنهم مسؤولون}.
قال: ثم يتمثل الله -تعالى- للخلق، حتى يمر على المسلمين.
قال: فيقول: من تعبدون؟
فيقولون: نعبد الله، ولا نشرك به شيئا.فينتهرهم مرتين أو ثلاثا، فيقول: من تعبدون؟فيقولون: نعبد الله، ولا نشرك به شيئا.
قال: فيقولون: هل تعرفون ربكم؟
قال: فيقولون: سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه.قال: فعند ذلك يكشف عن ساق، فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا، كأنما فيها السفافيد.
قال: فيقولون: ربنا.فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون.
قال: ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم، فيمر الناس كقدر أعمالهم زمرا كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك، حتى يمر الرجل سعيا، ثم مشيا، ثم يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه.
قال: فيقول: أي رب، لماذا أبطأت بي؟فيقول: لم أبطأ بك، إنما أبطأ بك عملك.
قال: ثم يأذن الله -تعالى- في الشفاعة.فيكون أول شافع: روح القدس جبريل - عليه الصلاة والسلام -، ثم إبراهيم خليل الله، ثم موسى، ثم عيسى -عليهما الصلاة والسلام-.
قال: ثم يقوم نبيكم رابعا، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله -تبارك وتعالى-: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
قال: فليس من نفس، إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة، أو بيت في النار.قال: وهو يوم الحسرة.قال: فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة.ثم يقال: لو عملتم.
قال: فتأخذهم الحسرة.
قال: ويرى أهل الجنة البيت في النار.فيقال: لولا أن منَّ الله عليكم.
قال: ثم يشفع الملائكة، والنبي صلى الله عليه وسلمون، والشهداء، والصالحون، والمؤمنون، فيشفعهم الله.
قال: ثم يقول الله: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته.
قال: ثم يقول: أنا أرحم الراحمين.
قال:ثم قرأ عبد الله: {ما سلككم في سقر، قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين}
قال: فعقد عبد الله بيده أربعا، ثم قال:هل ترون في هؤلاء من خير؟ ما ينزل فيها أحد فيه خير.فإذا أراد الله -عز وجل- أن لا يخرج منها أحد، غير وجوههم وألوانهم.
قال: فيجيء الرجل فينظر، ولا يعرف أحدا.فيناديه الرجل، فيقول: يا فلان، أنا فلان.فيقول: ما أعرفك.فعند ذلك يقول: {ربنا أخرجنا منها، فإن عدنا فإنا ظالمون}.فيقول عند ذلك: {اخسئوا فيها، ولا تكلمون} فإذا قال ذلك، أطبقت عليهم، فلا يخرج منهم بشر"
قلت : قبيصة في روايته عن الثوري كلام ولكنه توبع في هذا الإسناد ، وتوبع عند الحاكم حيث قال (8519) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني،حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء فذكرهوأبو الزعراء هذا وثقه ابن حبان والعجلي وابن سعد وصحح له الحاكم وقال البخاري لا يتابع على حديثه فعلى هذا يكون حسن الحديث ( انظر تهذيب التهذيب )
وللموطن الشاهد شاهد عند الحاكم (3424 ) عن ابن مسعود أيضاًوهذا النص يمتنع فيه تأويل الساق بالشدة إذ أن الشدة واقعةٌ بالناس من قبل ، والكشف عن الساق خاص بالمؤمنين والشدة عامة بكل أهل المحشر ، بل إن الكشف عن الساق يكون فرجاً للمؤمنين ، ولا أدري كيف تكون الشدة علامةً يعرف بها المؤمنون ربهم ؟!
2_ عبد الله بن سلام
عن عبدالله بن سلام قال (( مسح الله ظهر آدم بيديه فأخرج فيهما من خالق من ذريته )) رواه الآجري في الشريعة (ص322) بسند حسن فيه محمد بن عجلان وهو صدوق وصححه الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص106)ولا يليق بالصحابة الكرام، أن يحدثوا عن بني إسرائيل بما ينافي تنزيه السميع العليم
3_ عبد الله بن عمر
أ _أخرج الطبراني في المعجم الكبير (13054) من طريق محمد بن نصر الصائغ ثنا أبو مصعب الزهري ثنا عبدالله بن الحارث الجمحي ثنا زيد بن أسلم قال مر ابن عمر براع فقال :هل من جزرة ؟ فقال ليس ها هنا ربها قال ابن عمر تقول له أكلها الذئب قال فرفع رأسه الى السماء وقال فأين الله ؟ فقال أنا والله أحق أن أقول أين الله ؟ واشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم.قال الألباني في مختصر العلو :" رجاله ثقات مترجمون في التهذيب إلا شيخ الطبراني وهو ثقة مترجم في تاريخ بغداد "قلت : تأمل معي رفع رأسه الى السماء حينما قال فأين الله مما يدل أن المتقرر عندهم هو أن الله في السماء
ب_ عن ابن عمر قوله (( خلق الله بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجنات عدن )) رواه الآجري في الشريعة (ص303) والحاكم (2/319) وصححه والبيهقي (ص403) وقال السيوطي في اللآليء (1/16) ((وهذا الاسناد صحيح رجاله اخرج لهم الشيخان سوى عبيد فاخرج له مسلم والنسائي فقط))
قلت : وتخصيص هذه الأربعة بالذكر يدل بطلان تأويل اليد بالقدرة أو النعمة إذ أن جميع الخلق مخلوقون بقدرة الله عز وجل
4_ عبد الله بن عمرو بن العاص
قال ابن خزيمة في التوحيد (343) حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا ابن وهب حدثنا ابن لهيعة و عبد الرحمن بن شريح ويحي بن أيوب عن عبيد الله بن مغيرة السبائي عن أبي فراس ( واسمه يزيد ين رباح ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال (( يضحك الله إلى صاحب البحر ثلاث مرات حين يركبه ويتخلى من أهله و ماله وحين يميد وحين يراه شاكراً وإما كفوراً ))
قلت : سنده صحيح ، وفيه إبطال تأويل الضحك بالرضا إذ كيف يرضى الله عز وجل عن الكفور
5_ عبد الله بن عباس
أ_ قال ابن أبي الدنيا في الأهوال (حديث رقم 27 ) حدثني المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال ثنا أبو نضرة عن ابن عباس قال:((ينادي مناد بين يدي الصيحة: يا أيها الناس، أتتكم الساعة، قال فيسمعها الأحياء والأموات، قال وينزل الله إلى السماء الدنيا، فينادي مناد: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}قلت :إسناده صحيح وهو صريح في إثبات ابن عباس لصفة النزول إذ تخصيص السماء الدنيا بالذكر يبطل كل تأويل ب_ قال أسد بن موسى في الزهد (52 )ثنا غسان بن برزين الطهوي عن سيار بن سلامة الرياحي عن أبي العالية الرياحي عن ابن عباس :" إذا كان يوم القيامة اجتمعت الجن والإنس في صعيد واحد ثم ذكر حديثاً طويلاً قال في آخره: حتى يجيء ربك في ظلل من الغمام والملائكة صفوفاً"
قلت : وإسناده صحيح وله شواهد لا يتسع المقام لذكرها وهو صريح في إثبات المجيء لله عز وجل
ج_ قال أحمد في فضائل الصحابة 1639 حدثنا عبدالرزاق عن معمر وابن خثيم عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أن ابن عباس قال لعائشة (( وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات ))
قلت: هذا سند صحيح وله شواهد لبسطها مقام آخر ولا يشك من شم رائحة اللغة أن قول ابن عباس صريح في إثبات العلو ، فإن حرف (من ) لا يأتي قبل الظرف (فوق) إلا وتكون الفوقية حقيقية ولك أن تنظر في جميع الآيات والأحاديث التي ورد فيها هذا التركيب لتعرف مصداق قولي بل وانظر في ما استطعت أن تنظر فيه من كلام العرب
د_ عن ابن عباس أنه قال : "لكرسي موضع القدمين " أخرجه الدارقطني في " الصفات " ( 36 ) ، و " النزول " ( ص 49 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، به .وهذا الإسناد صحيح ؛ مسلم البطين احتج به مسلم ، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 5 / 431 ) .وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .وبقية رجاله ثقات .وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي ، فتابعه محمد بن معاذ ، عن أبي عاصم ، به .أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 282 ) ، وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ، ووافقه الذهبي .وتابعهما محمد بن بشار ، عن أبي عاصم ، به .
قلت : وله طرق كثيرة ذكرتها في الدفاع عن حديث الجارية نقلاً عن بعض الفضلاء لا أطيل المقام بذكرها هنا ، وفي هذا الأثر تفسير الصحابي لآية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً لمنع من ذلك من المفوضة
ه_ قال ابن جرير في تفسيره (20/445) حدثني علي، ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالحيرفعه} قال: "الكلام الطيب: ذكر الله، والعمل الصالح: أداء فرائضه؛ فمن ذكر اللهسبحانه في أداء فرائضه، حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله "
قلت : صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الراجح الإحتجاج بها قال الإمام أحمد : (إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً).نقل الحافظ هذا الكلام في الفتح (8/438)ثم قال الحافظ: (وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس) انتهى.
والمعطلون يحتجون بما في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إذا رأوا فيها ما يتوهمون أنه تأويل ولا يمكن حمل كلام ابن عباس على العلوالمعنوي فيكون الكلم الطيب يصعد في المكانة إلى مكانة الله والعياذ باللهوهذايبطل افتراء القوم على السلف في أنهم كانوا مفوضة أو مؤولة
6_ أم سلمة
قال الدارمي في الرد على الجهمية( 137 ) عن موسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي قالا ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عاصم بن أبي نجود قال قالت أم سلمة رضي الله عنها (( نعم اليوم يوم عرفة ينزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا ))قلت : إسناده صالح وله شاهد عند اللالكائي (768) من طريق محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطبري أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أم سلمةورواه الصابوني في عقيدة أصحاب الحديث ص12 بسند آخر حسن
وللكلام بقية ونرجو إفادات الإخوة هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
منقول من شبكة سحاب من كتابة الأخ عبد الله الخليفي

للتحميل: التحذير من الصابوني المعاصر و مؤلفاته

تحذير الشيخ أبي عاصم الغامدي من
الصابوني الأشعري المعاصر و مؤلفاته

للتحميل: القول الفصل في الشعراوي

القول الفصل في محمد متولي الشعراوي
الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح سنن أبي داود السجستاني رحمه الله
الاثنين 4/محرم/1430هـ الموافق 21/12/2009م

اضغط هنا للتحميل
القول الفصل في الشعراوي.mp3

الرد على الشعراوي

قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني :

"الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى: كشك، كلاهما قصَّاص ، والقصَّاص هذه طبيعتهم ، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم ، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين : شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام ، والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام .. ، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً !! ، إنما عنده حكايات وعنده سوالف كما يقولون ومطمئن تماماً، لكن الخاتمة لا يخرج من هذه الدروس بشيء ، أو أي شيء يصحح عقيدته وهذا هو المثال بين أيدينا ، لأنك لو سألت العامة فضلاً عن أهل العلم ، القرآن كلام من ؟ كل المسلمين يقولون كلام الله ، لكن لو أنك مع الشعراوي وأمثاله من الأشاعرة والماتريدية يبقوا يلفوا ويدوروا معك حتى يُخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله ، لكن ما يرموها صراحة حتى ما تطلع رائحتهم النتـنة، القرآن كلام الله , كلم الله موسى تكليماً ، مثل التوراة ، مثل الإنجيل كلها كُتب أنزلها الله على رسله المصطفين الأخيار ، الشاهد أن العقيدة التي يجب تدريسها من كل العلماء في كل المناسبات الشعراوي وكشك هذا لا يدندنون حول ذلك .

هل سمعت الشعراوي يُـبيّن للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله - تعالى -: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، نصحك وجزاه الله خير هذا لا يمكن إنكاره لما سألك كيفك أنت في الصلاة ؟ بتصلي ما بتصلي؟ إلى آخر ما ذكرت أنت ، لكن هل بيّن لك كيف لك أن تصلي؟ أنا أقول لك سلفاً : لا، ليش؟ إذا كُنت مخطئ فقل لي أخطأت ، لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون ، هم يصلون لكن لا يعرفون يصلون، ليش؟

لأن صلاتهم حسب ما قرؤوا في مذهبهم، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، مع أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال : (صلوا كما رأيتموني أصلي ) كما أنهم لا يدندنون حول أمر رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ، ليعرف المسلم أن يأتمر بالحديث السابق (صلوا كما رأيتموني أصلي ) لماذا ؟ لأنه مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنَّة فضلاً على أن يتفرَّغ لتصحيح صلاة الآخرين . فنحن هنا نلاحظ أن العلماء هم الذين يدرسون الكتاب والسنة وبخاصة بما يتعلق بتصحيح العقائد ثم العبادات, أما الجوانب العلمية الكونية الطبيعية ، فهذه لا شك تـفيد وتزيد المؤمن إيماناً ، بقدرة الله ... ، وحكمته لكن هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً" اهـ.
[من شريط ( وقفات مع الشعراوي وكشك ) أنظر أيضا سلسلة الهدى والنور ) شريط رقم 159]

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

نبذة مختصرة عن الأشاعرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفضيلة العلامة د. محمد آمان بن علي الجامي :
الأشاعرة


: فرقة من أهل الكلام ، الأشاعرة : نسبة إلى أبي الحسن الأشعري - أبو الحسن الأشعري - ينتسب إلى أبي موسى الأشعري - الصحابي - ، أبو الحسن الأشعري نشأ نشأته الأولى على طريقة تسمى طريقة المعتزلة ، لأن شيخه كان زوج أمه ، أخذ أمه وهو طفل صغير تربى عند أبي علي الجبَّائي - زوج أمه - ، فتتلمذ عليه وأبو علي الجبَّائي من كبار المعتزلة ، والكلام يجر بعضه بعضًا ، من سائل أن يقول ماهي المعتزلة نفسها !؟
المعتزلة : فرقة من أهل الكلام ينفون صفات الله - تعالى - لا يثبتون لله أي صفة ، في زعمه تنزيه الله تعالى معناه : نفي الصفات ، لا قدرة له ، ولا إرادة ، ولا سمع ، ولا بصر ، ولا كلام إلى آخره ، هذه يقال لها : طريقة المعتزلة لأنهم كانوا في مجلس أبي الحسن ، مجلس الحسن البصري ، واصل ابن عطاء - رئيسهم - اعتزل خرج من مجلس الحسن فاعتزله ، فأتى بأفكار جديدة واعتزل المسلمين في عقيدتهم ، لم يسموا معتزلة لكونه اعتزلوا مجلس الحسن فقط ، اعتزلوا مجلس الحسن ثم اعتزلوا المسلمين في كثير من عقائدهم ، أطلق عليهم : معتزلة ، وهي طائفة كبيرة معروفة .
وإذا سألت هل لها وجود الأن !؟ نعم . كل شيعي فهو معتزلي خذوا هذه قاعدة : كل شيعي بدءً من أقرب الشيعة إلى السنة ، وهم : الزيدية ، ونهايةً إلى أبعدهم الإمامية الجعفرية كلهم على عقيدة الإعتزال في العقيدة . هذه قاعدة ، هذه المعتزلة عاش فيها أبو الحسن الأشعري نحو أربعين عامًا حتى أصبح إمامًا بعد عمِّه ، ولكن أراد الله ، اختلف مع عمِّه في بعض المسائل منها : هل يجب على الله أن يفعل لعباده الأصلح فالأصلح !؟
على عقيدة المعتزلة ، أبو الحسن أنكر بفطرته كون العبد يقول : يجب على الله أن يفعل كذا وكذا ففارقه ، فجعل يبحث عن الحق ، يشبه موقفه موقف سلمان الفارسي الذي فارق المجوسية ليبحث عن الحق وعكف عند الرهبان حتى هداه الله ، ولحق برسول الله - عليه الصلاة والسلام - بالمدينة ، تمامًا يشبه هذا ، أبو الحسن خرج من الإعتزال فيبحث عن الحق وعكف عند ... من كلاب فأخذ العقيدة الكلابية ، ولكن لكونه كان إمامًا ومشهورًا ، ولكونه عالي النسب مشهور النسب نسي صاحب العقيدة الكلابي فنُسي ؛ فنسبة إليه العقيدة الأشعرية وهي التفريق بين الصفات ، بدلاً أن تنفى جميع الصفات على طريقة المعتزلة ، يفرق بين الصفات ، ما كان من الصفات العقلية يثبت لله ، وما كان من الصفات الخبرية يؤوَّل ، هذه طريقة الأشعرية ، عاش على هذا فترةً من الزمن وأخيرًا كما لحق سلمان الفارسي برسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهداه الله إلى الحق ، لحق أبو الحسن بمنهج السلف الصالح ، وألَّف كتابًا سماه " الإبانة " ، وذكر في مقدمته - الكتاب مطبوع موجود - أنه على طريقة إمام أهل السنة والجماعة يعني : الإمام أحمد ابن حنبل ، وأثنى عليه ثناءً عاطرًا يليق به في مقدمة الكتاب فأعلن أنه رجع إلى منهج السلف الصالح .
والأشعرية الموجودة الأن التي تدرس في كثير من الجامعات خارج هذا البلد ؛ إنما هي على العقيدة الكلابية التي كان أبو الحسن عليها بعد رجوعه من الإعتزال ، لايزالون يكذبون ما في " الإبانة " يقولون : ما هو صحيح رجوع أبي الحسن إلى منهج السلف ، وهذا الكتاب ليس له ، وإنما من يدعون السلفية هم الذين ألَّفوا على لسانه وكذبوا عليه ، ولكن أراد الله ، أن كبار أتباع أبي الحسن رجعوا منهم : الإمام الغزالي ندم ندمًا بكى فيه ، وألَّف كتابًا سماه : " إلجام العوام عن علم الكلام " ، وإمام الحرمين ، ووالد إمام الحرمين ، والرازي ، والشهرستاني - هؤلاء فطاحلة علماء الأشاعرة - كلهم ندموا ، وذموا علم الكلام بما فيه الأشعرية ، أما والد إمام الحرمين فرجع رجوعًا صريحًا وألَّف رسالةً بين فيها عقيدته ، وكيف كان وكيف رجع ، ورسالته موجودة ضمن مجموعة " المتون المنيرية " لكم أن ترجعوا إليها لتعرفوا ، الأشعرية إذن عقيدةٌ كان عليها أبو الحسن الأشعري قبل رجوعه إلى منهج السلف ثم رجع عنها ، وهي المدروسة الأن في كثير من الجامعات التي تسمى الجامعات الإسلامية خارج هذا البلد كـ " الأزهر " ، وفروع " الأزهر " كل ما يدرس في كلية الدعوة وأصول الدين في " الأزهر الشريف
" وأتباع " الأزهر الشريف " كلها عقيدة كلابية أشعرية تاب عنها أبو الحسن الأشعري . هذه هي الأشعرية

الرد على الأشاعرة/ الشيخ أمان بن على الجامي



مناظرة الشيخ سالم الطول لأحد الأشاعرة