جديد الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

الأربعاء، 7 أبريل 2010

أئمة المذاهب و الأشاعرة

1- عند المالكية:
روى حافظ المغرب وعَلَمُها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد " أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء , وقال: "أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم اهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها."[جامع بيان العلم وفضله 2/ 117 تحقيق عثمان محمد عثمان وهو في 2/96 من الطبعة المنيرية ].وروى ابن عبد البر نفسه في " الانتقاء " عن الأئمة الثلاثة " مالك وأبي حنيفة والشافعي" نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم ومثله ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟
2- عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني وقد كان معاصراً للأشعري:" لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسّمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل "[أنظر تاريخ بغداد 4/290 وسير أعلام النبلاء 14/201 , توفي ابن سريج سنة 306 والظاهر أنه توفي قبل رجوع الأشعري " مؤسس الأشعرية " لمذهب السلف , لأن الأشعري توفي سنة 324 أو 330 على قولين . وانظر عقيدة ابن سريج في اجتماع الجيوش الإسلامية 62 ].
3- عند الحنفية:
معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال إن الله ليس على العرش أو توقف فيه , وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلوْ وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي !![أنظر غير ما ذكر سير أعلام النبلاء ترجمة بشر 10/200 ــ 201 والحموية: 14 ـــ 15 , طبعة قصي الخطيب ].
4- عند الحنابلة:
موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد " ابن كلاب " وأمر بهجره ـــ وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري ـــ لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة وحتى في أيام دولة نظام الملك ـــ التي استطالوا فيها ـــ وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة ولم يكن ابن القشيري إلاّ واحداً ممن تعرض لذلك وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشوراً " الاعتقاد القادري " أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433هـ [انظر المنتظم لابن الجوزية أحداث سنة : 433 , 469 , 475.].وهذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصة بأئمة المذاهب المعتبرين بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة وأتباع السلف فقد نقل شيخ الإسلام في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك وأنهم يعتبرون عقيدة الأشعرية منافية لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل " هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل ؟ قال : ما كان ولا يكون "